غالباً يواجه صعوبة في الشعور بالمساواة مع أشقائه في العلاقات الأبوية، إنه الطفل الأوسط بين الأخوة والأخوات في ترتيب الولادة، فغالباً ما يتحمل الأخ الأكبر مزيداً من المسؤليات ويحظى بحقوق واهتمام أكبر، مقارنة ببقية إخوته، ويتولى الوالدان رعاية الأخ الأصغر، لينال أكبر قدر من الامتيازات والاهتمام والدلال، بينما الأخ الأوسط لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام، وهو -عادةً- الأقل صوراً في ألبوم صور العائلة .
هناك بعض السمات الشائعة التي يمكن أن تظهر لدى الأوسط من الأبناء نتيجة لموقعهم الوسطي في الأسرة ..
الابن الأوسط يشعر بالضغط للوسط بين الأخوة والأخوات الأكبر سنًا والأصغر سنًا، وهو معتاد أن لا يحصل على مايريده دائما واعتاد أنه يتنازل في أوقات كثيرة عن حاجات من أجل أن يكسب حاجات أخرى، مما يجعله محترف في مهارات التفاوض وحل المشكلات، وهو وسيط جيد، لما يتمتع به من مراعاة الآخرين والاستجابة لهم، فيجد نفسه في موقع الوساطة، وحل النزاعات والصلح بين الأفراد الآخرين في الأسرة، وهذا الضغط المستمر يمكن أن يكون تحديًا نفسيًا وعاطفيًا.

إن الطفل الأوسط ينظر إلى شقيقه الأكبر سناً كنموذج يحتذى به، يحاول أن يقلده ويبذل أقصى ما عنده للحاق بمن هو أكبر أو أقوى منه، وتوجد لديه فكرة التعاون مع أخيه الأكبر فهو أكبر منه في السن وأكثر خبرة لذلك عادة مايسيطر عليه. فمنذ ولادته يشارك كل شيء مع شقيقه الأكبر سناً، وهو -عادة- من يرتدي الملابس التي أصبحت صغيرة على أخيه الأكبر لذلك لا يعرف أبداً مايشبه الحصول على 100% من اهتمام والديه، وهذا يؤثر على سمات شخصيته .
فالابن الأوسط يحاول مواكبة أخيه الأكبر ويتنافس معه لجذب الانتباه إليه وأخذ المكانة في الأسرة، وأيضاً لأجل شعوره بالحاجة إلى تحديد هويته الفردية وإثبات قيمته الذاتية يقاتل من أجل الأهمية والتميز بين الأخوة والأخوات، وغالباً ما يدوم هذا التوجه في حياته المهنية بعمله بكد أكثر ممن حوله ليكون الأفضل .
ويمكن أن يكون دبلوماسي ويتمتع بمهارات اجتماعية قوية بحكم انخراطه مع إخوته في أنشطتهم المختلفة فهو يذهب مع الكبير والصغير ، كما يتميز بأنه أكثر مرونة وقدرة على التكيف بشكل جيد مع التغيرات .
يمكن أن يشعر الأوسط من الأبناء بأنهم لا يحظون بالانتباه الكافي من الأهل أو الأقران، وذلك يرجع إلى تركيز الأهل على الأخ الأكبر الذي يجذب الاهتمام كأكبر فرد في الأسرة وعلى الأخ الأصغر الذي يعتبر الطفل الصغير المدلل ” آخر العنقود “، وقد يؤدي هذا الشعور بالإهمال أو التجاهل إلى رغبة الابن الأوسط في الحصول على المزيد من الانتباه والاعتراف، ويميل إلى القرب من أصحابه أكثر من إخوته ويحاول أن يظهر وأن يكون محط الأنظار وسط أصحابه .
إن محاور الارتكاز لدى الطفل الأوسط هي الرضا والقبول بالمشاركة، والتعاون ومحاولة اللحاق بمن هو أكبر أو أقوى

على الوالدين مسؤولية إعطاء كل ابن حقه من التربية والاهتمام، وإذابة الفوارق بين الأبناء وأن يُشعِرا الطفل الأوسط بأهميته، وأهمية تخصيص وقت معين من اليوم للتحدث معه، والاهتمام بكيفية تكوين شخصيته المستقلة بذاته والدفاع عن مواقفه، والتحدث معه على أنه شخص كبير وناضج كي يكتسب الثقة، فعلى الآباء معرفة صفات كل طفل من أطفالهم واستخدامها في تنمية شخصياتهم باعتبار أن الترتيب مجرد تأهيل لتربيتهم .
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه التحديات ليست ثابتة ولا تنطبق على جميع الأبناء في الترتيب الأوسط في العائلة، تعتمد التحديات التي يواجهها الأوسط من الابناء على العديد من العوامل الأخرى، مثل الوراثة والثقافة الأسرية والعلاقات الشخصية والبيئة التي يعيشون فيها، والتجارب الفردية في تشكيل شخصية الفرد .
المراجع
كتاب علم نفس النمو . تأليف د.حامد زهران
يُتبع ..
من سماته أنه محباً للمرح ومدللاً من والديه واخواته
الوالدان أكثر ليونه وتساهلاً معه بخلاف ما كانوا يفعلون مع إخوته الأكبر سناً
يتمتع باهتمام زائد من جميع أفراد الأسرة
ماهي سمات الطفل الوحيد؟