الدروس التي تُعلّم طفلك حسن السلوك واللطف في المعاملة، يمكن أن تساعده على ممارسة آداب السلوك في أي موقع يجد فيه نفسه
قلة من الناس يقدّرون قيمة تعليم الأطفال التفاصيل الدقيقة في السلوك الحسن، ففي المدارس الحديثة تكون دروس اللطف والمعاملة والتمارين التي تعلم الاحترام والتعاطف مضافةً مع دروس المناهج الأساسية الهامة .
هذه الدروس تعلم الأطفال كيف يسلمون على صديق وكيف يودعون صديقاً، تعلمهم ألا يقاطعوا أحدًا يتكلم أو شخصًا منهمكاً في عمل ما، وتعلمهم كيف يقولون “ لا ، شكرا ” بتهذيب، تعلمهم كيف يتكلمون في أماكن مغلقة وكيف يلعبون من غير عنف، وكيف يعتذرون عن الإساءة ويضعون حلاً للخلافات .
دروس بسيطة
الخطوات الأولى
تكون في أن تشرحي حالة بكلمات بسيطة وتبيني الطريقة الصحيحة في تناولها، ثم تجعلي طفلك يتمرن معك في تمثيل تتابع الأحداث، فالأطفال يستمتعون بمثل هذه الدروس ما دامت فتراتها قصيرة، وما دامت تخلو من الإحراج أو التهديد عند ارتكاب الخطأ.
على سبيل المثال، إذا كان طفلك يميل إلى الصراخ بأعلى صوته داخل المنزل، تحتاجين إلى أن تُريه حد الضجيج الذي فيه إزعاج للآخرين، أولاً إذ صرخ طفلك، اطلبي منه بلطف لكن بحزم أن يتكلم بصوت ألطف، ثم اختاري لحظة لا يكون أي منكما منفعلاً لِتُحدثيه عن سلوكه ولتعطيه درساً في الطريقة الصحيحة للتكلم داخل المنزل .
كلميه بلغة بسيطة وبيني له ما تعنينه، على سبيل المثال : قد تقولين : “ أريد أن أحدثك بخصوص الأصوات داخل المنزل، عندما تكون في الخارج، تكون الدنيا حولنا واسعةً جداً، ونحتاج أحيانًا إلى أن نصرخ حتى نُسمَع عندما نتكلم إذاً في الخارج نستخدم صوت الخارج، لكن عندما نكون في الداخل تتأذى آذاننا إذا رفعنا أصواتنا ونزعج جيراننا أيضًا، إذاً في الداخل علينا أن نستخدم صوت الداخل
الآن بيِّني لطفلك ما تعنين، تحدثي بصوت مرتفع جداً، واسأليه : “هل أنا استخدم صوت الداخل أو صوت الخارج؟ ” تحدثي بصوت عادي : “ما رأيك؟ هل أنا أستخدم الآن صوت الداخل أو صوت الخارج؟ وهكذا،،،
بإمكانك أن تعلمي طفلك أنواع من الدروس المختلفة في سلوكه، كأن تقولي ” من فضلك”و “شكرًا” أو تغلقي الباب من غير أن تصفقيه، إذاً باستطاعتك كأم تعلِّمي وتعرّفي طفلك في كل أسبوع قاعدة واحدة من آداب السُّلوك اليومية، ويظل يتمرن عليها على مائدة الطعام وفي أرجاء المنزل طوال ذلك الأسبوع.
قدوة يُحتذى بها
لتعليم الأطفال آداب السُّلوك، يحتاجون إلى أن يروا أنّ والديهم وإخوتهم الأكبر منهم وأصدقاءهم يعملون بتلك الآداب بانتظام، المثل الذي نرسمه من خلال سلوكنا نحن أشدّ قوّة من أي شيء نقوله، فالأطفال يتشربون كل شيء يروننا نفعله، خصوصًا عندما يكونون صغارًا، وسرعان ما يبدأون بالتحدث والتصرف مثلنا، فنحن مثلهم الأعلى، إذا فعليك أن تتذكَّري أن طفلك يتأثر تأثرًا كبيرًا بك وبمن حوله، فاختاري بحكمة الأطفال الذين يلعب معهم، والكبار الذين يقضي معهم وقتًا، حاولي أن تتجنبي الأصوات المرتفعة والأماكن الفوضوية حيث يتجمع عدد كبير من الأطفال ويتصرفون تصرفات غير ملائمة لطفلك.
اختاري رفاق طفلك بتأنّي، فإنه إذا أمضى طفلك وقتاً مع أسرة تسمح لأطفالها بالتخريب، لا تستغربي إذا ما عاد وفعل الشيء نفسه في البيت، انتبهي إلى الطريقة التي يُشرف بها أهل رفاق طفلك على أطفالهم، هل يتجاهلونهم أو يتحدثون على الهاتف في وسط لعب أطفالهم؟ ليس من حقك أن تحكمي على العائلات الأخرى وكيف يتصرف أفرادها، لكن من واجبك أن تُحسني اختيار رفاق طفلك.
إليك مزيداً من الأفكار تعلميها لطفلك في اللطف والمعاملة
-
علمي طفلك كيف ومتى يقول من “فضلك” أو “أرجوك” و” شكراً”
-
كيف يستخدم طفلك درجة صوت مقبولة في الكلام وعدم التشكي أو الصراخ
-
عند اللعب الجماعي علمي طفلك كيف يطلب دوره حتى يتمكن من المشاركة في اللعب مع الآخرين، وكيف ينتظر دوره بكل صبر
-
علمي طفلك كيف يقدم نفسه إلى الآخرين
-
كيف يفتح الأبواب ويغلقها بنفسه بكل هدوء
-
كيفية التصرف إذا كان محتاجاً إلى أن يسعل أو يعطس
-
كيف يثني على الآخرين ويشجعهم
-
كيف يمكِّن الآخرين من المرور أمامه أو الدخول أولاً
-
كيف يقول عفواً إذا اصطدم بشخص ما
-
الاستجابة بلطف إذا ناداه شخص أو ذكر اسمه
-
أن لا يقاطع الآخرين عندما يتكلمون
المرجع
How To Raise An Amazing Child the Montessori Way