عند الأطفال حافز داخلي للاستكشاف .. شجعي طفلك على أن ينظر إلى العالم من حوله وأن يستشعر عجائب كل ما فيه
يعتقد أساتذة التربية في المدارس الحديثة أن الأطفال يتصرفون كما يتصرف ”علماء صغار” من حيث إنهم يراقبون بشغف ويقومون باستكشافات عن عالمهم، وأساس تلك الاستكشافات “ماذا لو …” ؟
فالأطفال يختبرون من موقع بيئتهم الخاص ليروا ماذا يحدث عندما يقومون بالتجربة، على سبيل المثال : يُسقطون لعبة من كرسي عالي، أو يلعبون بالماء في مغطس الاستحمام، هذا الاندفاع إلى الاستكشاف يتواصل ليتطور، إذ يكبرون فيصبحون أكثر ميلاً إلى المغامرة في الأشياء التي يجربونها، من صنع فطائر من طين في الحديقة، إلى البدء ببناء خيمة داخل المنزل، فالأطفال يولدون ومعهم خيالات مدهشة ورغبة شديدة لاستكشاف العالم، عليك كأم أن تشجعي هذا في طفلك، وتساعديه في استكشاف الجمال والإبداع في كل ما حوله.
المشهد كما يراه الأطفال
تذكري أن عالم طفلك قريب من الأرض، فرؤية الحياة من النقطة التي يراها هو يمكن أن تساعدك في إعادة اكتشاف حس الاندهاش في طفلك الصغير، تذكري عالمه البطيء الحركة، وامشي مع طفلك حيث يرغب، وكوني مستعدة أن تتوقفي وتتفحصِّي أي شيء يأسر انتباهه، دعسوقة أو زهرة على سبيل المثال، ولا تضجري عندما يتلكأ وجاري مشيته.
إن أفضل طريقة يتعلم بها الأطفال تكون برؤية ومشاهدة الأشياء، لا بسماع غيرهم يحدثونهم عنها، فالأطفال لا يتعلمون الأشياء فقط بل يتعلمون كيف يتعلمون، ما من كتاب يصف بكلماته وصوره ” جدول صغير وشجرة تحمل ثمرة تفاح ” يمكن أن يحل محل قضاء وقت ممتع حول جدول حقيقي ولمس ثمرة التفاح بيد طفلك، فالكتب وغيرها هي من الوسائل التعليمية التي تساعد الأطفال في جمع تلك الانطباعات والخبرات معاً في عقولهم، لكنّ الأساس ينبغي أن يترسخ في ملاحظة مباشرة وبالتجربة.
العالم الخارجي
يحب الأطفال أن يكونوا في الهواء الطلق، يتجولون ويتسلقون الأشجار، و يقطفون الثمار إذ وجدت، ويجمعون ما تساقط من ثمار النباتات، يستمتعون بمساعدة أهلهم في أعمال الزراعة، أو في إطعام الحيوانات الصغيرة مثل البط، والأرانب، والدجاج، ويحتفظون طوال عمرهم بذكريات تلك الأيام التي قضوها في المشي بين الأشجار في صحبة والديهم، وفي اللعب على ضفاف جدول، والمشي على شاطئ بحثاً عن أصداف يجمعونها.
إليك بعض الأفكار والمشاهد تساعدك في اكتشاف العالم الخارجي
مع طفلك
-
ابدأي مع طفلك بالمشي في الهواء الطلق وأخذه في رحلات قصيرة في عربته أو حتى بحمله بحمالة على ظهرك خذي وقتك في تعريفه بعالمك، فالأطفال الصغار يحتفظون بمشاهد الهواء الطلق وأصواته، السحب العابرة فوق رؤوسهم، ومشهد أزهار الحديقة وعطرها، وصفير الرياح وحفيف أوراق الشجر، هذه كلها تترك فيه انطباعاً قوياً سواء أكان الوقت صيفًا أو خريفًا، ربيعًا أو شتاءاً، لكل فصل جماله.
-
أشيري إلى الأشياء الصغيرة، زهرة تطل من بين الثلج أو من شق صخرة، صدفة جميلة، ورقة نبات بهيجة المنظر، وابدأي بلفت انتباهه إذ تمشين معه إلى الأشياء الأليفة ” انظر، هذا بيت جدك وجدتك ! ما أجمل الأزهار المزروعة عند باب المنزل ! ” أو “ أترى العش الذي بنته الطيور على هذه الشجرة ؟ ذات يوم ستضع بيضًا، وسيكون عندها في العش فراخ طيور ” في الشتاء، عندما ترون على الثلج آثار أقدام حيوانات اسأليه ” من تُرى مر من هنا ؟ ”
-
من الأفكار التربوية الأساسية أن الأطفال هم حماة الأرض وينبغي أن يتعلموا رعاية الأماكن النائية مثل الغابات المطيرة والغطاء الجليدي وكذلك الحفاظ على الأشجار في المدن والضواحي ليحفظوها للمستقبل، فنحن كلنا جزء من شبكة الحياة ونعتمد في وجودنا نفسه وبقائنا على التوازن الدقيق داخل عالم الطبيعة، على سبيل المثال، غالبًا ما يتعلم الأطفال النظر إلى التراب على أنه ” قذارة “ علمي أطفالك احترام التربة الصالحة الغنية والتي تدعم سائر أشكال الحياة في الأرض.
-
أبرزي الحاجة إلى معاملة كل كائن حي باهتمام ومحبة، علمي طفلك ألا يقطع أوراق الأشجار أو الأزهار بلا سبب ثم يرميها جانباً، بل أن يجمعها لهدف نافع، ولا ضرر أحيانًا من جمع أزهار برية، ثم تجفيفها، وكنسها، أو وضعها في مزهرية مع ماء لحفظها أطول مدة ممكنة، لكن لا يجوز أبدًا الإفراط في قطف أي نوع من النباتات أو الأزهار.
-
علميه ألا يرمي نفاياته وألا يترك وراءه شيئًا، إذا رأيت نفاية على الأرض، التقطيها واحمليها معك إلى أن تضعيها في مكان مخصص للنفايات، فالزجاج المكسور، والعلب المعدنية، والأكياس البلاستيكية، والتي لا تشوه المنظر فحسب بل قد تؤذي الحيوانات أيضاً، فبإمكانك أن تحملي على كتفك كيسًا لتجمعي العلب المعدنية والزجاج المكسور على نحو آمن، فإذا كبر طفلك أعطيه كيسه الخاص ليجمع نفايات البرية .
المرجع :
How To Raise An Amazing Child the Montessori Way