بعض الأطفال يشعرون بأعظم احساس بالحب في التعبيرات اللفظية التي تدعمهم .
تقول طفلة، لغة الحب الأساسية عندها كلمات التوكيد والتقدير “أنا أحب أمي لأنها تحبني، فكل يوم تخبرني أنها تحبني”.
هذه اللغة تشمل: الكلمات العاطفية – كلمات المديح – كلمات التشجيع – كلمات الإرشاد الإيجابي .
جميعها توصل للطفل: “أنا أهتم بك”.
هذه الكلمات تنهمر مثل المطر على روح الطفل وتغذي شعوره الداخلي بالأمان والقيمة والحب، وعلى عكسها كلمات التوبيخ والتي تكون جارحة الشعور وتقلل من تقدير الطفل لذاته، وتجعله يشك بأنه محبوب، ومن الكلمات المهمة للتعبير عن الحب للطفل كلمات التشجيع مثل: أحسنت ، لقد فعلتها ، هذا جيد ، رائع .
الطفل الرضيع يفهم الطفل الرضيع تعابير الوجه والأصوات الحنونة جنباً إلى جنب مع التقارب الجسدي، فكلمات الحب تكتسب معنى أعظم عندما يستطيع الطفل أن يربطها بمشاعرك الحنونة، على سبيل المثال : عندما تقرأ قصة لطفلك قبل النوم وهو بالقرب منك، وتكون مشاعر طفلك دافئة ورقيقة يمكن أن تقول بحنان “ أنا أحبك عزيزي ” فيكون لها أثر أكبر مع التقارب الجسدي .
تكرار المديح إذا كررت استخدام المديح كثيراً فلن يكون لكلماتك سوى تأثير ايجابي ضئيل، فالمديح العشوائي المتكرر يجعل الطفل شديد الاعتياد على هذا النوع من المديح ويشعر أنه طبيعي وينتظره منك دائماً، بينما تكون كلمات المديح أكثر تأثيراً، عندما تركّز على مجهود محدد فعله طفلك يشعر نحوه بالرضا وينتظر الثناء عليه .
وبالطبع فإن الهدف من التشجيع هو تدريب طفلك على القيام بشيء جيد تريده أن يعتاد عليه، مع أهمية أن يكون حديثك معه بهدوء ورفق، وذلك السلوك يتطلب ممارسة من قبل الوالدين ليصبح لهم عادة، لأن لنبرة صوت الوالدين أثر عظيم على ردة فعل أطفالهم اتجاه ما يقولون .
وأيضاً إذا أردت تشجيع الطفل على القيام بعملٍ ما .. كالتعاون على سبيل المثال فعليك أن تستخدم أسلوب طرح الأسئلة عليه، بدلاً من إصدار الأوامر التي عادة ما تجعله ينفر ويبتعد، بالإضافة إلى أهمية ألا ترتبط كلمات التوكيد والتقدير باقتراحات أو جمل شرطية مما يقلل من قيمتها .
يرى العديد من الآباء والأمهات أن توجيه الوالدين لأطفالهم يكون بالمنع ( لا تكذب – لا تضرب أختك – لا تعبر الشارع) ، فالمنع جزءاً من توجيه الوالدين، لكنه لا يجب أن يكون العامل المهيمن، فالقانون الأعلى هو قانون الحب، إذ أن أطفالنا في أمَسّ الحاجة إلى المحبة والتوجيه الإيجابي، فإذا استطعنا أن نوجه أطفالنا بملاحظات إيجابية وذات معنى، فستقل احتمالية سقوطهم فريسة للمخاطر التي نريدهم أن يتجنبوها .
وحين يصل طفلك لعمر المراهقة، عبّر له بأسلوب حنون عن مخاوفك وشعورك بدلاً من إدانته، فحين يسمع طفلك تعبيراتك الحنونة لتخوفاتك فمن المحتمل أن يفهم شعورك أكثر مما قد يفعل عندما يسمع انتقاداتك ولومك له وللناس الذين يفعلون مثل هذه الأشياء .
وتذكروا أنه كما للكلمات الإيجابية تأثير قوي على الطفل، فكلمات النقد والتجريح لها تأثير سلبي على الطفل صاحب لغة كلمات التوكيد أكثر من غيره، وقد تؤثر على توكيد ذاته وقدراته، فعلى الوالدين انتقاء الكلمات مع أطفالهم، مع الأخذ بالإعتبار أن لاعتذارهم عن النقد أو الكلمات القاسية دور في تقليص تأثيرها السلبي عليهم .
أفكار يمكنك تطبيقها مع طفلك إذا كانت لغة حبه الأساسية كلمات التوكيد والتقدير
- ابحث بوعي عن فرص لتقول لطفلك كلمات داعمة توكيدية ثلاث مرات يومياً على الأقل .
- ارسل لأطفالك الأكبر سناً رسالة تخبرهم فيها إلى أي مدى هم مهمين بالنسبة لك، والأفضل من ذلك أن تجعلها عادة عندما تكون مسافراً خارج البلاد .
- اتصل بطفلك في المنزل في أي وقت تفكر به لتقول له فقط “أحبك” .
- اجعل من عاداتك أن تقول : “ أنا أحبك ” في أي وقت تضع ابنك الصغير في سريره أو تتركان بعضكما .
- عندما يشعر طفلك بالحزن، قل له خمسة أسباب لفخرك به .
- اترك مذكرة في أي مكان تعرف أن طفلك سوف ينظر إليها، فكلمات بسيطة مثل “والدك يحبك “، أو “والدتك تحبك”، في مكان فريد يمكن أن تكون مؤثرة جداً .
وللموضوع بقية …
المرجع
“The 5 Love Languages of Children”.